Mogh عميد المجمع
عدد المشاركات : 5211
العمر : 35
نقاط : 5322 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: WWE WrestleMania XXIV 2008 PPV السبت يناير 24, 2009 8:40 am | |
| بعد غياب عن بغداد لاكثر من احد عشر عاما ، عاد (عبوسي) اليها ، فتغيرت الكلمات التي قيلت سابقا له (الله وياك عبوسي) ، الى (اهلا بك حمودي الحارثي ) ،نعم عاد حمودي الحارثي ، ولكن بصورة مختلفة ، وقد وخط الشيب شعره ورسمت السنوات تعبيراتها على ملامحه ، ولكن روحه المرحة لم تزل متوهجة ، وصوته الذي حفظناه هو ذاته لم يتغير مع اية كلمة يقولها او مزحة او ضحكة ، بينما كان احتفاء الناس به منقطع النظير ، ليس ثمة مكان لا يدخله الا وهاج وماج بالاحضان والقبلات والاسئلة وبألتماعات اضواء الكاميرات لالتقاط الصور التذكارية معه ، ومعها كان (عبوسي) يخرج من قمم الاحلام بكامل براءته ليبتهج ، كأنه لم يبتهج من قبل مثل هذا الابتهاج ، كان يجيب بعفوية غير تقليدية عن الاسئلة التي اغلبها يتعلق بدوره الشهير في المسلسل التلفزيوني (تحت موس الحلاق) ولا يجد بدا من ذكر رفيق دربه الفنان الخالد سليم البصري (حجي راضي) ، كنا معه وشاهدنا كيف يستقبله الناس ، لا اخفي ان الكثيرين لم يعرفوه للوهلة الاولى ولكن نظرة ثانية اليه تجعلهم يفغرون افواههم اعجابا واحضانا ، قال الحارثي قبل ان نجلس معا ونجري حوارا موسعا ان اول مكان زاره كان منطقته التي عاش فيها (باب السيف) وتشمم رائحتها ،وقال ايضا : من كثرة اشتياقي لبغداد تمنيت ان اقفز بالمظلة على شارع (ابي نؤاس) قبل ان تحط الطائرة على ارض المطار ، كنت متلهفا لاحتضان كل عراقي اشاهده في الشارع ، ولا اخفي انني اشتهيت تناول الاكلات البغدادية ومنها السمك المسكوف ، حين يذكره ويشرح كيف يزيل جلده ، يضحك قائلا : (اموت على السمك المسكوف) خاصة عندما (تعصر) عليه (النارنج) وتأكله مع خبز التنور الحار ، وكيف انتشى وهو يمشي في شارع المتنبي وسوق السراي ويذهب الى دكاكين تجليد الكتب وباعة القرطاسية . كنا معه في الاحتفالية التكريمية التي أقامتها له دار الكتب والوثائق ، وهناك شاهد الجميع عيانا ذلك الصبي (عبوسي) الذي يعمل (المفالب) مع (استاده) حجي راضي الذي يعلن جهارا انه يفتقده ، وراح يتحدث عنه بمحبة خالصة ، مع الاسئلة التي كانت تترى عليه من الحاضرين ، وبين لحظة واخرى تهيمن الضحكات على اجواء المكان ،ولكن حين طلب منه ان يقرأ مقطعا من (الرسالة) التي قرأها حجي راضي للفنانة (سهام السبتي) اعتذر لانها قراءة سليم البصري ، اما بعد الانتهاء فكانت الصور حافلة حتى انه راح يعلق (الصورة بربع) ، وحين ركبنا السيارة للذهاب الى فندق المنصور في الصالحية كان طوال الطريق يحدق في الاماكن ويذكرها بتفاصيلها : هنا كان فلان (ابو الكبة) وهنا كان فلان (ابو الجبن) وهناك كانت الصيدلية الاسلامية وعمارة الدامرجي ، وكان يسأل عن اشياء لم يرها من قبل ، وحين وصلنا الباب الرئيس للفندق ، طلب منه رجل الامن ان يخضع للتفتيش ، حاولت ان اثني الرجل عن هذا ، لكن حمودي الحارثي قال : لا .. لا ، دعه يرى عمله ، فمن حقه ان يفتش ، وحين امتدت يدي الرجل الى جسد الحارثي لتفتيشه كانت ابتسامة رضى تلوح على شفتيه .وفي باحة الفندق .. لا يمكنني ان اشرح كيف اجتمع العشرات حوله في صورة معبرة ، تترادف مع كلمات (عبوسي و تحت موس الحلاق وحجي راضي) وكانت سعادته بادية ، ولكن دون كلمات . | |
|