يمتلك خامة صوتية لافتة، وقد استطاع خلال عشرة سنوات صحيح رافقتها الكثير من المتاعب والصعود والهبوط، أن يحقق شهرة واسعة على الساحة الفنية سواء في لبنان أو في الوطن العربي.
أطلق منذ فترة ألبوم "توعدني ليه" وقد نفذت كامل نسخ الألبوم خلال أقل من شهر..
هو الفنان وائل جسار الذي التقته "الخيمة" ودار الحديث عن ألبومه الجديد، وأسباب غيابه الطويل عن الساحة الفنية، فضلا عن علاقته بشركة روتانا، وغيرها من الأمور العالقة، وفيما يلي تفاصيل الحوار
*بداية ما سبب الغياب الطويل عن الساحة الفنية؟_صحيح أنّ الساحة الفنية لا تنتظر التأخير خصوصا في ظل طفرة من الفنانين في الوسط الغنائي، لكن بطبيعتي أنا من النوع الذي يدرس الألبوم من جميع النواحي، والألبوم يتضمن 12 أغنية، فاختيارهم وتنفيذهم يحتاج إلى وقت كبير، وبصراحة غالبا ما يكون التأخير لمصلحة العمل بشكل عام، فضلا عن ذلك فإنني لم أغب كلياً عن الساحة الفنية، بل بقيت موجوداً عبر الأغاني المنفردة التي قدمتها والتي لاقت صدى كبيرا على الساحة الفنية.
*فلنتحدث عن تفاصيل الألبوم الجديد؟_الألبوم بعنوان "توعدني ليه"، وهو من إنتاج "أرابيكا ميوزيك"، تعاونت خلاله مع ألمع الشعراء والملحنين، وقد صورت حتى الآن أغنيتين "مهما تقول" إخراج وليد ناصيف، وأغنية "توعدني ليه" لشربل يوسف. الألبوم نفذت نسخه من الأسواق في الاسبوع الأول لطرحه، وتقوم الشركة حالياً بطباعة نسخة جديدة، والحمد لله، هذا دليل على صوابية تفكيري لناحية طرح الأغاني في الألبوم وكل التأخير لم يذهب سدىً.
*حينما تختار الأغاني على ماذا تركّز؟_الكلمة واللحن يهمّاني كثيراً، بالإضافة إلى التوزيع، فالعناصر الثلاثة إذا اجتمعت وكانت على مستوى جيد، تكوّنت أغنية ناجحة. ولا ننسى ما لـ"البروباغاندا" من دور كبير في نجاح الأغنية. فبعد الكلام واللحن والتوزيع والغناء، يبقى همّك البحث عن طريقة لطرح هذه الأغنيات وطريقة دعمها، فالأغنية ان لم تبصر النور بشكل جيد يذهب العمل سدىً.
*لماذا لم يلجأ وائل جسار إلى البروباغندا من أجل تحقيق الشهرة السريعة؟_هذا الأسلوب الدعائي يلجأ إليه من لا يمتلك الموهبة والصوت الجميل على الساحة الفنية، ولأجل ذلك يسعى إلى اختلاق أضاليل من أجل أن يبقى اسمه متداولا على الساحة الفنية، وبالنسبة لي لا أجد نفسي مضطرا للجوء إلى مثل هذه الأفكار التافهة لأنني معروف على الساحة الفنية.
*في الألبوم 7 أغنيات للملحن وليد سعد و6 للشاعر الدكتور نبيل خلف، ألم تخف من التكرار؟_كل أغنية في الألبوم متميّزة عن غيرها ولها روح مختلفة عن الأخرى. سمعت الكثير من الأغاني ولكنني اخترت الأقرب إليّ. ولكن هذا لا يعني أنني لا أتعامل إلا مع الملحن وليد سعد أو الدكتور نبيل خلف، بالعكس فكل شخص يقدم لي أغنية جميلة وأشعر أنها قريبة مني، اغنيها حتى لو كان الملحن أو الشاعر جديداً.
*تعاملك مع وليد سعد ناجم عن النجاح الكبير لأغنية "مشيت خلاص"؟_الشخص الذي أنجح معه، أتعامل معه أكثر من مرّة. ووليد سعد هو من هؤلاء الأشخاص، إذ يتعب ويسهر على عمله ويتابعه في كل مراحله، فهو ملحن بارع. وبعد "مشيت خلاص" ظهر اسمه أكثر ولمع نجمه، وأنا أجد نفسي معه والعكس صحيح.
*لماذا لم يتضمن ألبومك أغنية لبنانية؟_ما حصل أننا تأخرنا كثيراً والأغنيات بمعظمها كانت جاهزة، وأجزم أنّ الأمر ليس مقصوداً، فلي شرف كبير أن أغني "لوني" و لهجتي اللبنانية التي أعتز بها، وأعد الجمهور أنني سأعوّضهم في الألبومات المقبلة، وأفكر بعد أن يأخذ ألبومي حقه بشكل كبير، وبعد مضيّ فترة زمنية عليه بالأسواق سأصدر أغنية لبنانية منفردة.
*الفترة الماضية، سجلت "تيترات" لمسلسلات وأفلام مصرية كـ "الدالي" و"عبد الناصر" ماذا أضافت لمشوارك الفني؟_دون شك أنها أعطتني انتشاراً أوسع وجمهوراً جديداً، وكانت خطوة ناجحة، وقد تركت بصمة مهمة في هذا السياق وخاصة مسلسل "الدالي".
*نراك تهتم كثيراً بشهرتك بمصر، ويقال إن شهرتك هناك أكبر من شهرتك في لبنان، ما تعليقك؟_أنا أتواجد في كل مكان أُدعى إليه، وعلى العكس، أنا أهتم بشهرتي بكل البلدان، وخاصة ببلدي، فصوت وائل جسار ملك كل الناس، وأنا أعمل كي أكون موجوداً في كل بيت بالشرق الأوسط.
*أكثر من 10 سنوات في الوسط الفني، لمَ هذا التأخّر في ظهورك؟_أنا وأخي أحمد تعبنا كثيراً كي نصل للمرحلة التي وصلنا إليها، ما كان ينقصنا صراحة هي الإدارة، فالفنان ليس صوتاً فقط، بل إدارة وفريق عمل متكامل، والحمد لله تداركنا الوضع ووجدنا ما كان ينقصنا، ومن الآن فصاعداً سترون أشياء كثيرة تغيّرت بوائل جسار.
*ماذا حقق وائل جسار بعد أكثر من 10 سنوات في الفن؟_لا يستطيع الإنسان أن يحقق أحلامه بين ليلة وضحاها. أنا فنان أسير "خطوة خطوة" وأكره التزلّف، وأعتقد أن من يفعل مثلي يصل إلى برّ الأمان، وأعتقد أنني أحقق نسبة كبيرة من الأحلام التي أردت الوصول إليها، وأهمها أن أكون محبوباً بكل الشرق الأوسط.
*هل أنت راضٍ عن مشوارك الفني؟_صحيح أنّ مشواري كان بطيئاً، ولكن كل خطوة كان يكتب لها النجاح.
*هل تعرّضت للمحاربة في مشوارك الفني؟_لا يخلو الأمر، ولكن أقول الله يسامح الجميع، وبالنهاية كل فنان لديه جمهور يحبه، علما أنه لا يستطيع أحد إلغاء وجودي على الساحة الفنية، وبالتالي لن يصلوا إلى نتيجة لأن الناس تحبني.
*لأي مدى يصعب على الفنان خارج "روتانا" أن يشارك في المهرجانات العربية الضخمة؟_شاركت في مهرجان قرطاج في صيف 2008 ما يدلّ على أن "روتانا" لا تستطيع دائماً فرض الفنان، لأنّ الجمهور وحده يحدّد المطرب الذي يريد الإسماع إليه.
*لماذا أنت خارج "روتانا"؟_لأنني مرتاح في تعاملي مع شركة Arabica music وهي مؤمنة بفنّي وصوتي. تردد أن شركة "روتانا" تريدني ضمن باقة فنانيها، إلا أنها لم تتصل بي. لست معتاداً على طرق الأبواب لغايات خاصّة، يعرّف اسمي عني كذلك أعمالي.
*هل هناك مشروع تمثيل؟_عرض عليّ، والمشروع مؤجل مؤقتاً، لأنني أركز الآن على الفن الغنائي أكثر.
*حدّثنا عن عائلتك؟_للبيت وللعائلة أهمية كبيرة في حياة الفنان، وزوجتي تعرف أن ضريبة نجاح كل فنان أن يبقى على تواصل مع جمهوره. ولكن الحمد لله استطعت التنسيق بين عملي وعائلتي.
*ماذا عن مشاعر "الأبوّة" التي ظهرت لديك بعد ولادة ابنتك منذ سنتين ونصف؟_لا يوجد شعور أسمى من هذا الإحساس، فقد أصبح لديك مسؤولية كبيرة، فأنت مسؤول عن طفلة يجب أن "تربيها وتوصلها" بهذه الحياة الصعبة بطريقة صحيحة. وكل ذلك بحاجة إلى اهتمام، سهر وتعب مضاعفين.
*لماذا وائل جسار دائماً حزين؟_الحزن يقويني، فأشعر أن شخصيتي تقوى عندما أكون حزيناً، ولكنني بطبعي مرح إلى أبعد حد، ولكن عندما أكون بمجال الفن أشعر إنني أقرب للأغاني الحزينة والعاطفية.