جريح الامس دكتور
عدد المشاركات : 881
نقاط : 883 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: مصائد الشيطان الأربعاء ديسمبر 17, 2008 6:26 pm | |
| الخطبة الأولى إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا , ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ له. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً , يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71 أما بعدُ:فإن أصدقَ الحديثِ كتابَ الله, وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار. أما بعد , أيها المسلمون : فمنذ أخذَ الشيطانُ على نفسهِ العهدَ والميثاق بإغواءِ العبادِ, وتضليلهم, وملايينُ البشرِ يتساقطون كالفراش في مَصْيَدَةِ ذلك اللعين, الذي لم يراع فيهم إلاَّ ولا ذمة, فلم يرحْم صغيراً, ولم يوقر كبيراً, ولم ييأس من تقيٍ, ولم يزهْد في عابد, ومن هنا كان الحزمُ والفطنةُ يقتضيان الحذرَ من كيدِ ذلك اللعين, والتنبهَ لخطو راتِه ووساوسه, امتثالاً لأمره سبحانه {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6 . إلا انَّه مَّما قد يغيبُ عن أذهانِ الكثيرين, أنَّ من تمامِ كيدِ ذلكِ الخبيثِ, وحقدهِ أنَّ له مع الصالحين مداخلَ, ووسائلَ خفية, يصلُ من خلالِها إلى تحقيقِ مآربهِ في التضليلِ والإغواء, والتثبيطِ والإرجافِ, فمن مداخل الشيطان لإعاقةِ الصالحينَ عن العمل تخويفُهم من الرياء, فإذا رأى مشمراً إلى الدعوة راغباً في تزكيةِ بعضِ ما عنده من العلمِ والفقه, أسرعَ إليه مثبطاً من أنت أيها المسكين حتى تدعوَ الناسَ و تناصحَهم, أما تخشى على نفسِك من مغبةِ الرياء وسوءِ عاقبته, ألم تعلمْ بأنَّ الرياءَ يحبطُ العمل, ألم تعلمْ بأنَّ رسولَك الذي تدَّعي حبَّه، وتعترفُ بأنَّه يشفقُ عليك وعلى جميعِ الأمة, ألم تعلمْ بأنَّه قد جالسَ صحابتَه يوماً من الأيام, وخاطبَهم قائلاً : أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئلَ عنه فقال : الرياء, أفتكون أنت أيها المسكين أفضلَ من الصحابة وأورعَ منهم ! انتبهْ انتبهْ , إنِّي أحذرك ! إنِّي أحذرك! وهكذا يتلاعبُ الشيطانُ بذلك المسكين, حتى يفرَّ إلى بيتهِ, ويتخلَّى عن دعوته, ويحجمَ عن خوضِ المضمار تورعاً بزعمه، وما علم المسكين أنَّه قد وَقَعَ ضحيةً من ضحايا الشيطان وهو لا يدري, ولو تأملَ صاحبُنا وأعادَ النظر لوَجَدَ أنَّ مجرَّد تركِ العمل خشيةَ الرياء معدودٌ عند العلماءِ من الرياء, ولو تبصَّرَ وتأمَّل أكثر لعلم أنَّ المطلوبَ منه, بذلُ الوُسعِ والطاقةِ في حسنِ العمل والإخلاصِ فيه, وأن يتقيَ الله ما استطاع، مستعيناً به سبحانه من وسوسةِ الشيطانِ, وهوى النفسِ الأمَّارة , مردداً دعائَه عليه السلام : « اللهم إنِّي أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه وأستغفرك لما لا اعلمه .. » ومن مداخلِ الشيطان للإعاقةِ عن العمل , التذكيرُ بقلةِ العلم ,وقصرِ الباعِ في التحصيل, من أنتَ أيها المغرور حتى تُقحمَ نفسَك في ميدانٍ اكبَر منك ؟! ما هي حصيلتُك من العلم ؟! وما نصيبُك من الفقه ؟! ألا تُكوِّنُ نفسَك أولاً ؟ ألا تُفقِّهُ نفسَك أولاً ؟! يا لله العجب !! ما أجرئكَ! وما أعجلكَ ! آهٍ من غُربةِ الإسلامِ في هذا الزمان ! فقد أصبحتْ أنتَ وأمثالُك معلمينَ وفقهاء, ما أصدقَ الشاعر، حيث عنَاكَ بقولهِ : [center] هلاَّ لنفسِك كان ذا التعليمُ
| يا أيها الرجُل المعلمُ غيرَه | كيماَ يصحُ بهِ وأنتَ سقيمُ | تصفُ الدواءَ لذيِ السقامِ وذي الضنا | أبداً وأنتَ من الرشادِ عقيمُ | وأراكَ تُصلحُ بالرَشادِ عقولَنا | عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ | لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتْي مثلَه | فإذا انتهتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ | أبدأ بنفسِك فانهَهَا عن غيِها | وهكذا يتلاعبُ الشيطان بذلك المسكين, حتى يفتَر حماسُه, وتنهزمَ إرادتُه, ويعلنُ استسلاَمه لعدوهِ, وخسارتَه للمعركةِ في جولتِها الأولى, ولو تذكرَ صاحبُنا حديثَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم»: بلِّغوا عنِّي ولو آية «وأن ما لا يدركُ كُلُه لا يتركُ جُلُه لعَلمَ أنَّ إحجامَه, مكيدةٌ من مكائِد الشيطان, وللَعَلمَ أيضاً أنَّ الأمةَ بحاجةٍ إلى كلِّ الجهود الخيِّرة مهما صغُرت وضؤلت, فالفسادُ عريض, والجهلُ مطبق, ومن مداخلِ الشيطان في الإعاقةِ عن العملِ والدعوة, تخويفُه للإنسان, وتركهُ في دوامةٍ مُحيِّرة, من الوهمِ والتوجس, فَيُشعِرُ الإنسان أنَّ أنفاسَه محسوبة, وتحركاتِه مرصودة, ويوهمهُ أنَّ وراءه جيشاً من المتربصينَ به المتأهبينَ للانقضاض عليه, فيشكُ في كلِّ أحد, بل ربَّما شك في أقربِ أصدقائهِ إلى نفسه, وأعزِّ أقاربهِ إلى قلبِه, وإذا رأى ماراً أو عابرَ سبيل ظنَّ به سوءاً, وشك فيه بل ربما شكَّ في الهرةِ التي تمشي أمامَ بيته, فقد استحوذَ عليه الوهم, وملا قلبَه الرعبُ والخوفُ الشديد, وهكذا يفلحُ الشيطان في إعاقةِ ذلك المسكين, عن الدعوةِ إلى الله, ونصرةِ الدين الذي يدَّعي حماسَه له, ونصرتَه إياه. ورحم اللهُ ابنَ القيمِ حيث يقول : | |
|
Mogh عميد المجمع
عدد المشاركات : 5211
العمر : 35
نقاط : 5322 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: مصائد الشيطان الأربعاء ديسمبر 17, 2008 6:57 pm | |
| جامد الموضوع والله ياجريح الامس | |
|
جريح الامس دكتور
عدد المشاركات : 881
نقاط : 883 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: مصائد الشيطان الثلاثاء يناير 27, 2009 2:46 am | |
| | |
|
santa طالب ممتاز
عدد المشاركات : 2095
العمر : 35
العمل : teacher
نقاط : 2110 تاريخ التسجيل : 25/11/2008
| موضوع: رد: مصائد الشيطان الخميس يناير 29, 2009 11:11 am | |
| شوكرن جريح على موضوعك بارك الله فيك
| |
|
جريح الامس دكتور
عدد المشاركات : 881
نقاط : 883 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: مصائد الشيطان الجمعة يناير 30, 2009 2:25 am | |
| | |
|