Mogh عميد المجمع
عدد المشاركات : 5211
العمر : 35
نقاط : 5322 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: حسن هادي : الغربة اخذت مني أعز ما أملك الخميس يناير 08, 2009 2:30 pm | |
| بعد غربة طويلة امتدت الى 14 عاما ، عاد الى بغداد الفنان العراقي حسن هادي ، الذي مازال الجمهور العراقي يتذكر له بقوة دوره المميز في مسلسل (ذئاب الليل) بشخصية (نائل) ومنه طارت شهرته ليكون احد النجوم الشباب ، لكن الزمن ركض بحسن كثيرا فتغيرت ملامح (الولد) لديه ، وما كان التعرف عليه بسهولة ، وكان استقبال زملائه الفنانين له مما يثير الانتباه ايضا ، فليسوا هم وحدهم الذين قرأوا قسمات وجهه بصعوبة ، بل هو كذلك ، والاسماء وحدها كانت كفيلة بالعناق الطويل وباللهفة التي كانت (الشهقة) بها حرارة للتصافح بالايدي والاحضان ، لكنني جلست الى حسن ، واول ما قاله لي : لقد كبرت يا رجل ، فقلت له : انظر الى نفسك ايها المفارقنا 14 عاما ، غادرتنا (صبيا) وعدت لنا (اقرعا) فضحك وقال : هذه ضريبة الغربة ، ومن هنا بدأ حوارنا معه . ما الذي اعادك الى بغداد بعد غيبة طويلة ؟ بغداد وأمي والجواز العراقي ، بغداد .. لانني وصلت الى حد الانهيار من اجل مشاهدة اجمل مدينة في العالم ، وأرق مدينة في العالم ، وأمي .. الحنين الذي بدأ ينقلب في داخلي الى ثورة سلبية مما جعله يصبح عائقا في مشواري المسرحي في الغربة ، كان بسبب تلك الام الرمز التي منحتني كل ما املك من مشاعر انسانية اتباهى بها امام الخلق ، واقصد من امي ، اما الجواز فكي اثبت بأنني عراقي بعد ان تعذر حصولي على جواز من السفارة العراقية في ستوكهولم وطول الوقت لاصدار الجواز لمدة 18 شهرا، والطلب المتزايد على العروض التي اقدمها في السويد لكي اقدمها في البلدان العربية التي لاتتجاوب مع الجواز العراقي فئة (s) ، فاحببت ان اكحل عيوني بالجواز الجديد بالوضع الجديد للعراق الان ، وان اجعل سمة جميلة لي للجهات الفنية في الوطن العربي التي تريد ان اقدم عروضا فنية على مسارحها . هناك سؤال لابد منه ، لماذا غادرت العراق ؟ خرجت من العراق عام 1997 بسبب شبح الجيش ، وكما هو معروف انني اكملت معهد الفنون الجميلة وكنت من العشرة الاوائل وكان هذا يحتم علي دخول كلية الفنون الجميلة ، ووصلت المرحلة الرابعة التي في منتصفها غادرت العراق دون الحصول على شهادة البكالوريوس ، كانت هناك ثلاثة اشهر فاصلة بيني وبين ذلك العدو الاسود الذي اسمه (البسطال) (حذاء الجيش الكبير) ، فغادرت الى المغرب وبقيت هناك ست سنوات بعدها سافرت الى اسبانيا ومن ثم الى السويد مستقرا فيها منذ عام 2003 . هل اشتركت في اعمال تلفزيونية خلال هذه المدة؟ اشتغلت في المغرب خماسية بعنوان (البكاء في غياب القمر) تأليفي واخراج هاشم خالد ، وانتاج البث العربي المغربي ، وكان معي العملاق البروفيسير بدري حسون فريد مع ممثلين مغاربة ، وعرضت في المحطات المغارية (الجزائر ، تونس ، ليبيا والمغرب) ، اضافة الى برامج تعليمية للمناهج التعليمية ، وفي السويد اشتغلت فيلمين روائيين واربعة افلام قصيرة وفزت بجائزة افضل ممثل سنة 2005 عن احد الافلام القصيرة اسمه (القطة) انتاج (sfi) اي الادارة المركزية للسينما السويدية وكان باللغة السويدية
| والمسرح .. ما الذي اشتغلته له ؟ اشتغلت في المغرب مسرحية (انهيارجدار رابع) تأليف محمد جوراني واخراجي ، ومسرحية (العرش الوحشي) اعداد فلاح شاكر واخراجي وتمثيلي ، واشتغلت للمسرح الوطني المغربي مسرحية (السلاحف) لمخرج مساعد وكممثل وهي من تأليف واخراج نبيل الحلو ، وفي السويد اعدت عرض (العرس الوحشي) مع الفنانة بان العاني التي هي زوجتي ، وعلى اساسها بدأ التعاون مع الشاعر العراقي عدنان الصائغ في اتخاذ منحنى جديد وهو مسرحة القصيدة حيث قدمت قدمت مسرحية (التنور) اعدادي واخراجي ، بعدها قدمت (الخلوة) ثم تلتها مسرحية ( د . ن . اي) عن الاستنساخ البشري ومن هنا بدأ التعاون مع شعراء سويديين بالاضافة الى الصائغ ، البداية كانت مع الشاعر السويدي ارنا سورنغ ، وهذه العروض قدمت من قبل فرقة (فرات) التي كنت احد اعضائها المؤسسين ، ثم بدأت بتأسيس مجموعة (سكارابيه) التي تهتم بالفنون المسرحية والموسيقية والرقص وكانت اول عروضها (ليلة سكارابيه الثقافية) حيث بدأ التعاون في هذا العرض مع الشاعر الكبير توماس ترانس ترومير الذي يعتبر من الشعراء الافذاذ في عصرنا الحديث ، ثم عرض (هلو) ، وجميع هذه العروض قدمت بالعربية والسويدية باستحداث آلية تقنية تكون من صلب العرض المسرحي حيث يتمكن المتفرج عربيا كان ام سويديا من الفهم المشترك على ركح (خشبة) المسرح . ما الذي اعطتك اياه الغربة وما الذي اخذته منك ؟ اعطتني الغربة تنامي وتجديد الشغل عند الممثل والتقنيات باعتبار المسرح الحديث بدأ ينتهج الاستخدام المنطقي لثورة التكنولوجيا السائدة في عالمنا الصغير ، الغربة اعطتني حافزا متفجرا مستمرا من اجل خلق جداول جديدة في تيارات المواضيع المسرحية المطروحة والتي تعتبر تناصا لما نعيشه في حياتنا القلقة والموقوتة ضمن زمن محدد قابل للانفجار ، واخذت مني الغربة اعز ما املك : شهرتي التي توقفت عام 1997 ، اخذت مني عيونا بدأت احن اليها ، عيونا سودا كانت ترقبني وتحفزني ، تعشقني ، تحضنني ، تلازمني الكتوف وتشاطرني الدموع ، الغربة اخذت مني سنين كانت مليئة بالانجاز ولكنها كانت عقيمة لفقدان الحنين . هل تعرضت لمضايقات بعد خروجك من العراق كما سمعنا ؟ كانت مضايقات من السفارة العراقية في المغرب كوني اسست هناك مجموعة السلام العراقية التي كانت منخرطة ضمن الجامعة الدولية لمسرح الهواة وشاركت باسم المجموعة في مهرجان هانوفر الدولي (المسرح والديانات) وقدمت عرضا مسرحيا ومبحثا مهما مثلت فيه العراق وكان بعنوان (المشهد الكربلائي واثره على تطور المسرح العراقي) ، ثم في اسبانيا ضمن مهرجان اسبانيا ، هذا الشيء عندما وصل الى السفارة خاصة ان اسرائيل كانت منخرطة ضمن الجامعة الدولية ، لهذا لم يستسيغوا تلك الفكرة باعتبار ما قمت به تصرفا شخصيا ، فضايقوني واحتجزوا جوازي العراقي الذي كان قابلا للتمديد ، لذا قررت الهروب الى اسبانيا انا وعائلتي ومن ثم الى السويد . لو عدت بذاكرتك قليلا ، ما ابرز المحطات التمثيلية لك قبل السفر؟ اخر مسلسل شاركت فيه كان (السفير) عن حياة الراحل ناظم الغزالي مع المطرب سعدون جابرعام 1996 و (رجال الظل) اخراج صلاح كرم ، والمحطة الابرز كان مسلسل (ذئاب الليل) الجزء الاول مع المخرج الكبير حسن حسني ، اما على صعيد المسرح فكان العرض الجماهيري (الراقصة والشياطين) مع المخرج الدكتور رياض شهيد . بعد العودة ، هل ثمة اعمال عرضت عليك او ستبادر انت اليها ؟ توجد بعض المشاريع من اجل الانخراط فيها كممثل ، وانا سعيد ان اوظي اموري في السويد حتى استطيع المجيء الى بغداد العمر والاستقرار فيها والعمل ضمن دائرة السينما والمسرح وكذلك للتلفزيون العراقي والعيون العراقية الجميلة
|
| |
|