أصيب ١١١ حاجاً من المصريين والتونسيين والسودانيين والعمانيين بحالة تسمم، إثر تناولهم وجبة غذائية فاسدة، فى المدينة المنورة، لكن اللواء صلاح هاشم، الرئيس التنفيذى للبعثة المصرية، نفى وجود مصريين بين المصابين بالتسمم، فيما تم إجلاء نحو ٤ حجاج يمنيين، من مبنى مكون من ٦ طوابق فى مكة المكرمة، اندلع فيه حريق، تمكنت إدارة الدفاع المدنى من إخماده، ومنع انتقاله إلى المبانى المجاورة دون وقوع ضحايا،
بينما توفى أحد حجاج الجمعيات الأهلية ويدعى فوزى محمد خليل، ٦٣ عاماً، من الإسكندرية، أثناء أدائه صلاة العصر فى الحرم المكى الشريف، فيما أصيب العميد محمد العنانى، من البعثة المرافقة للحجاج المصريين، بأزمة قلبية حادة، نقل على إثرها للمستشفى لتلقى العلاج.
ناشد مئات الحجاج، البعثة الإعلامية، إنقاذهم من المعاناة التى يعيشونها فى فندق المنصور، بسبب انقطاع المياه، وبعد الفندق عن الحرم المكى، ووصل أمس ٢٢٠٧ من الحجاج المصريين إلى مكة المكرمة بينهم ٢٠٠٠ من حجاج القرع، فيما تردد أكثر من ٣ آلاف حاج مصرى، على العيادات، التى خصصتها البعثة الطبية، بسبب الإرهاق واختلاف الأحوال الجوية.
وأعلن الدكتور أحمد درويش، وزير الدولة للتنمية الإدارية، رئيس بعثة الحج الرسمية، عن إطلاق مجلس الوزراء خدمة خاصة لأهالى الحجاج وذويهم للاطمئنان عليهم، أثناء فترة تواجدهم لأداء شعائر الحج، وهى خدمة الاتصال الهاتفى على رقم ١٩٤٦٨، بسعر المكالمة العادية، اعتباراً من أمس الأربعاء وأنها مستمرة حتى عودة آخر حاج الأرض الوطن.
وقال درويش، خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقده بحضور رؤساء البعثات النوعية للحج، إنه فى إطار الخدمات التى يقدمها موقع الحكومة الإلكترونية، سيتم نشر جميع التفاصيل والبيانات الخاصة بكل حاج وأماكن إقامته فى كل من المدينة المنصورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فضلاً عن مواعيد عودته على الموقع الخاص بالحكومة الإلكترونية «
www.egypt.gf.eg» موضحاً أن التنسيق بين البعثات النوعية «قرعة وسياحة وجمعيات وصحة» ورغبة القائمين على هذه البعثات فى تقديم الأفضل سيمكنان الحجاج من الحصول على أفضل خدمة، خاصة أن البعثات النوعية الثلاث قدمت جميع البيانات والمعلومات عن الحجاج للقائمين على تقديم الخدمة الإلكترونية والصوتية.
وأوضح رئيس البعثة أنه عقب صدور قرار رئيس الجمهورية بتكليفه برئاسة بعثة الحج الرسمية، طلب من الأمانة العامة للجنة العليا للحج، جميع التقارير السابقة لرؤساء بعثات الحج منذ عام ٢٠٠١ حتى عام ٢٠٠٧، لمراجعتها والتعرف على الإيجابيات والسلبيات التى تضمنتها التقارير،
وأنه أجرى اتصالاً مع الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، الذى كان رئيساً لبعثة الحج عام ٢٠٠٣ وأن هذه التقارير استفاد منها، موضحاً أن التقرير الذى أعده الدكتور عثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية، العام الماضى، كان سبباً فى حصول مصر على حصتها كاملة هذا العام.
واعترف درويش بأن الإقامة فى مشعر منى أيام التشريق، إحدى كبرى المشاكل التى تواجه الحجاج بصفة عامة، وأن هذه المشكلة ستمتد لسنوات مقبلة، لأن الطاقة الاستيعابية لمنى تقدر بمليون و٢٥٠ ألف حاج، فى الوقت الذى بلغ فيه إجمالى الحجاج الذين يبيتون فى منى ٢ مليون ونصف المليون حاج، أى أن نسبة الزيادة تصل إلى ١٠٠٪، موضحاً أن السلطات السعودية تسعى لإيجاد حلول لهذه المشكلة، شريطة ألا تتعارض مع الشكل الروحانى العام للمشعر.
وكشف درويش عن قيامه بجولات مفاجئة بمفرده فى أماكن وتجمعات إقامة الحجاج المصريين، دون ترتيب مسبق، للتأكد بنفسه من صدق التقارير التى يقدمها إليه رؤساء البعثات النوعية، موضحاً أنه التقى ٨ عينات من الحجاج فى مكة المكرمة، العينة الأولى كانت من حجاج السياحة وعينتان من حجاج التضامن والباقى من حجاج القرعة وأن جميع العينات أبدت رضاء تاماً عن مستوى الإقامة ووسيلة الوصول للأراضى المقدسة،
لافتاً إلى أن النتائج تتطابق مع التقارير التى يقدمها رؤساء البعثات النوعية. وقال درويش إنه سيوصى فى تقريره، الذى سيرفعه لمجلس الوزراء عقب انتهاء موسم الحج، بأن تبدأ الحملة الإعلامية مبكراً وقبل سفر أول حاج بأسبوعين على الأقل، لتوعية الحجاج بأهم أركان الحج وشعائره وضرورة إقامة العديد من الندوات الدينية بين جموع الحجاج.
وأوضح رئيس البعثة أن عودة الحجاج هذا الموسم ستكون أفضل من الأعوام السابقة، نظراً لنجاح وزارة السياحة وقطاع الرقابة على الشركات فى التصدى لظاهرة تخلف المعتمرين المصريين داخل الأراضى الحجازية وانخفاض معدلاتها إلى أدنى مستوى، حيث سجلت بيانات السلطات السعودية أن نسبة التخلف هذا العام أقل من أربعة آلاف معتمر، مقارنة بالعام الماضى، الذى سجل ما يقرب من ١٢٨ ألف معتمر متخلف عن العودة، وهذا يعنى أن تزاحم المتخلفين على وسائل السفر إلى مصر لن يكون مؤثراً.
ومن جانبه أكد أسامة العشرى، وكيل أول وزارة السياحة، المشرف العام على بعثة الحج السياحى، أنه تمت مراجعة جميع مخيمات الحجاج فى كل من عرفات الله ومنى، الخاصة بحجاج السياحة بر وبواخر وطيران، والبالغ عددهم ٣٠ ألف حاج وبالتفتيش على هذه المخيمات ومعرفة مدى التزام المطوفين بالتعاقدات المبرمة معهم والتأكد من مطابقتها لما جاء فى التعاقدات، موضحاً أن السلطات السعودية استجابت لمطلب بعثة الحج السياحى، بضرورة توفير أتوبيسات بطريقة دائرية بين معسكرات الحجاج المقيمين فى منطقة منى المطورة ومنطقة رمى الجمرات وأن هذه الأتوبيسات ستعمل على مدار اليوم خلال أيام التشريق.
وقال الدكتور أحمد قاصد، رئيس البعثة الطبية المصرية، إن البعثة لم تتلق أى بلاغات عن حالات وفاة خلال أمس وأمس الأول وأن المحصلة النهائية هى وفاة ١١ حالة حتى الآن، وأن غالبية الحالات المرضية بالمستشفيات السعودى، البالغ عددها ٥٩ حالة قد تعافت وتواصل أداءها المشاعر بصورة طيبة.
وعقد اللواء صلاح هاشم، مساعد وزير الداخلية، اجتماعاً مع الضباط المشرفين بحضور اللواء أحمد جمال الدين، المسؤول عن التسكين، والعميد رضا فرحات، مدير العمليات، لوضع النقاط النهائية لخطة تصعيد حجاج بيت الله إلى جبل عرفات، حيث تتوجه مجموعة من الضباط، يطلق عليها «المقدمة»، إلى مكام خيام المصريين فى عرفات قبل وصول الحجاج، لمنع تسلل حجاج من المتخلفين من العمرة وغير الرسميين،
بعدها يصطحب المشرفون الحجاج صباح يوم التروية فى العاشرة صباحاً إلى منى للمبيت بها ثم التوجه بهم فجر يوم ٩ ذى الحجة بالصعود إلى جبل عرفات، ونبه هاشم على ضرورة تنفيذ تويجهات حبيب العادلى، وزير الداخلية، واتباع القواعد المنظمة لعملية التصعيد وعدم مغادرة أى ضابط المنطقة المشاعر فى عرفات، قبل تحرك آخر حاج إلى المزدلفة، وأشاد مساعد وزير الداخلية بالجهود التى يبذلها الضباط المشرفون فى خدمة الحجاج من أجل أداء المناسك دون أى مشكلات.
وفى جولة لـ «المصرى اليوم» رصدت جهوداً كبيرة يبذلها أفراد البعثة الصحية فى المقر الرئيسى للبعثة المصرية، حيث وصل عدد التذاكر الطبية خلال اليومين الماضيين إلى رقم ٣ الاف و٣٦٧ حتى الرابعة بعد عصر أمس الأول
وقال الدكتور راضى يوسف محمد، استشارى الباطنة، إن معظم المرضى يترددون على قسم الباطنة بسبب الإرهاق والتعب الذى يصيب الحجاج وما يحدثه تغيير الجو والطعام وأسلوب الغذاء، بينما قال الدكتور السيد السيد، إخصائى أمراض الصدر، إن العيادة يمكن أن تستقبل يومياً قرابة ٧٥٠ مريضاً، يتم توقيع الكشف الطبى عليهم وصرف الأدوية لهم وإن كان هناك بعض المترددين على العيادة لا يعانون من أى أمراض ويصرون على توقيع الكشف عليهم والحصول على علاج،
وأكد الدكتور مدحت عاطف مبارز أن الأطباء وجهوا النصائح إلى الحجاج، باتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يتعرضون للإصابة بالأمراض، كالابتعاد عن الأماكن المغلقة المزدحمة قدر الإمكان، بالإضافة إلى الحيطة فى تناول الطعام وعدم زيادة الكميات